منذ أسبوعين
فخ الإحصاء …تأثير التصنيفات اللغوية على الهوية في المغرب
رشيد بوهدوز المنسق الوطني لأكراو من أجل الأمازيغية ـ الأصالة والمعاصرة الإحصاء هو أكثر من مجرد أداة لجمع البيانات، أو مجرد أرقام جافة؛ إنه عملية معقدة وذات أبعاد سياسية، ثقافية، واجتماعية، تساعد على فهم عميق للتركيبة السكانية، الاقتصادية، والاجتماعية لأي مجتمع. تُستخدم هذه البيانات الحيوية من قبل الدولة لرسم السياسات العمومية وتوجيه الموارد بطريقة أكثر كفاءة. اختيار الأسئلة التي تُطرح على المواطنين والطريقة التي تُفسر بها النتائج يمكن أن تؤثر بشكل كبير على كيفية فهم الهوية الوطنية، وقد يُستخدم أحيانًا لتعزيز سياسات معينة على حساب أخرى. الإحصاء والهوية العرقية في المغرب، تُستخدم اللغة بشكل رئيسي كمعيار لتحديد الهوية العرقية في السياسات العامة وفي الإحصاءات السكانية. يُعتبر المتحدثون بالدارجة مغاربة “عربًا”،…
منذ أسبوعين
ربع قرن من تامغرابيت..
رشيد بوهدوز (*) منذ توليه العرش سنة 1999، قاد جلالة الملك محمد السادس المغرب في مسيرة تحول شاملة، أسست لمفهوم مغرب الغد والتأسيس للدولة الوطنية القومية أو “تامغرابيت”؛ وهي عملية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية المغربية والنهوض بالتنمية الشاملة. على مدار ربع قرن، شهد المغرب تطورات مهمة في مجالات متعددة، من الهوية والسياسة إلى الاقتصاد والبنية التحتية والتعليم؛ مما جعله نموذجا للاستقرار والتنمية في المنطقة. في هذا المقال، سوف نستعرض أبرز الإنجازات والمبادرات التي شكلت ملامح “تامغرابيت” أو المغرب الحديث. المغرب وسؤال الانتماء عبر تاريخه الطويل، كان المغرب منفتحا على كل الثقافات والأفكار؛ مما جعله يتميز بتنوع ثقافي غني. وترك هذا الانفتاح بصمته على الثقافة المغربية، وطبعا بدون أن تفقد جوهرها…
منذ أسبوعين
ميثاق الأخلاقيات السياسية…
رشيد بوهدوز في ظل الاختيار الديمقراطي لبلادنا، تظل الأحزاب السياسية هي الشريك الأساسي في عملية صنع القرار والتعبير عن طموحات المجتمع وتطلعاته ووسيلة لتحقيق طموحاته السياسية والاجتماعية، لكن هاته الممارسة لا تخلو من إكراهات مرهونة بالنزاهة والشفافية داخل الأحزاب وتعزيز الثقة بينها وبين المجتمع، وهذا ضروري لإعادة الثقة بين الأحزاب وقواعدها، فمن خلال التوازن بين دور الأحزاب السياسية كوسيلة لتصريف طموحات المجتمع وبين الحاجة الملحة لإرساء مبادئ النزاهة والشفافية، إلى جانب خطب جلالة الملك، بطبيعة الحال، الذي ما فتئ يدعو إلى تعزيز الشفافية والنزاهة في الحياة السياسية، وتحقيق المصالح العليا للوطن والمواطنين دون النظر إلى الانتماءات الحزبية، نحو تشكيل مستقبل أكثر تقدمًا ونضوجًا لحياة السياسية في بلادنا. يمكننا تحقيق تطلعات المجتمع…
منذ أسبوعين
“البام” .. بين المستقبل والشرعية
رشيد بوهدوز إن الانتقال الديمقراطي في المغرب الممتد من فترة حكم الملك الحسن الثاني إلى عهد خلفه محمد السادس، ليس فقط انتقالا للسلطة بين الأب والابن، بل يُعد مثالا للتغير التدريجي في النظام السياسي والاجتماعي لدولة تسعى للتوازن بين التقليدانية والحداثة من جهة، وبين الاستقرار والإصلاح من جهة ثانية، فقد شهد المغرب تحولا من نظام مركزي نحو نظام أكثر انفتاحا وتعددية وشفافية، مؤذنا ببداية التأسيس للدولة الحديثة أو لمغرب المستقبل. فقد كان للمغرب في عهد الحسن الثاني نظاما سياسيا يُعتبر من أصلب نظم الحكم في المنطقة. إذ أدت سياساته المركزية وقمعه للمعارضة إلى مرور البلاد من فترات من الاضطراب والصراع الداخلي وعدد من الانقلابات، مما أدى إلى سيادة جو من عدم…
منذ أسبوعين
المصالحة والإنصاف في الأصالة والمعاصرة
رشيد بوهدوز إن الأصالة والمعاصرة ليست مجرد اسم لحزب، بل هي مشروع يجسد تطلعات الشعب المغربي نحو مستقبل أكثر إشراقًا كما تعكس أيضا رؤية العهد الجديد في العبور لمغرب الغد قصد تحقيق الحداثة والتقدم الديمقراطي والتمسك بالأصالة والهوية المغربية الملخصة في تعبير “تامغرابيت”. فمنذ أن رأى هذا الحزب النور في لحظة فارقة من تاريخ البلاد، حمل على عاتقه هاته المهمة الطموحة المتمثلة في كونه جسرا يعبر به المغرب إلى ضفاف التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية، في انسجام مع الإيمان العميق بأهمية التجديد والابتكار في تقدم الأمم. فعلى مدى سنوات مضت، لم يكن مشوار “البام” خاليا من التحديات والعثرات، بل كانت كل خطوة فيه محفوفة بالصراعات الداخلية والمنافسة الشرسة مع الأحزاب التقليدية التي…
منذ أسبوعين
مدونة الأسرة .. رؤية مغربية
رشيد بوهدوز في الوقت الذي تشهد فيه المملكة المغربية نقاشات متجددة حول التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة، يبرز سؤال جوهري حول كيفية التوفيق بين الحفاظ على الخصوصيات المغربية واحترام المبادئ الدينية في ظل التحديات المعاصرة. وغالبا ما يعرب منتقدو التعديلات المقترحة عن مخاوفهم من تجاوز الحدود القانونية والتأثر بالمعايير الغربية التي يُنظر إليها على أنها لا تتوافق مع البنية الاجتماعية والثقافية المغربية. ولكن هل هذه المخاوف مبررة حقا؟ وكيف يمكن معالجة هذه المخاوف من خلال فهم أعمق للتقاليد الدينية والثقافية المغربية؟ التفسيرات الدينية المعتدلة كأساس للتعديلات بداية، ينبغي التأكيد على أن الإسلام بطبيعته دين يدعو إلى العدل والمساواة وإلى الرحمة والعدالة، ويوفر مساحة للاجتهاد والتفسير بما يتوافق مع الزمان والمكان. يمكن…
منذ أسبوعين
بين لقجع والعماري
رشيد بوهدوز في عالم السياسة المغربية، هنالك شخصيات انبعثت من الرماد لتحلق عاليا وتخطف الأضواء والنجاح، في وسط حلبة كان المتعارف أنها حكر على أبناء المغرب النافع، ومن أبرز من تحدوا هاته القاعدة وكسروا العرف هما ابنا الريف الكبير إلياس العماري وفوزي لقجع، فما المشترك الذي يتقاسمه هذان الرجلان؟ ما يميز لقجع والعماري ليس فقط انتماؤهما للريف أو عشقهما لكرة القدم، وليس فقط توليهما قيادة فريقي مدينتهما الأصلية في البطولة الوطنية. بل في بعض اللحظات، يبدو لك كما لو أنهما وجهان لعملة واحدة، فهما يتميزان بالكاريزما التي يمتلكانها والحضور والمواقف السياسية، ويظهران التمرد على التقليدية والتشبث الكبير بأصولهما الجغرافية والهوياتية. وهذا ما جعلهما يتلقيان القصف نفسه من طرف المدفعيات السياسية والإعلامية…
منذ أسبوعين
تحديات النقد في الأدب الأمازيغي
يعدّ النقد الأدبي من الجوانب الأساسية في عالم الأدب، فهو الأداة التي تلعب دورًا بارزًا في فهم وتحليل النصوص الأدبية، ويسهم بشكل كبير في توجيه الكتّاب نحو تطوير أساليبهم وإنتاج أعمال أدبية متميزة، ويقدم توجيهات بناءة تسهم في تحسين الأساليب الأدبية وزيادة الجودة. وإذا كان النقد الأدبي له هذا الأثر الكبير في الأدب العالمي، فإنه يكتسي أهمية خاصة في سياق الأدب الأمازيغي، الذي يمر من مرحلة حساسة من التحول من الشفهي إلى التدوين. هذا التحول يجعل النقد الأدبي أداة أكثر أهمية من أي وقت مضى لتوجيه الكتاب والمثقفين الأمازيغ نحو النجاح والتميز في هذه المرحلة الحرجة، التي يجب على النقاد أن يكونوا مدركين لها وأن يتقبلوا وجود الأخطاء اللغوية والشكلية، وأن…
منذ أسبوعين
تدريس المغاربة باللغات الأم
يقف المغرب عند منعطف حاسم بخصوص مكانة اللغات الأم في نظامه التعليمي. مع هيمنة الدارجة والأمازيغية على الحياة اليومية في المغرب، يطرح المشهد اللغوي في المغرب سؤالاً حاسماً: كيف يمكن لنظامنا التعليمي أن يمثل بشكل حقيقي اللغات المستخدمة في البيوت المغربية؟ هذا الاستفسار يأتي في سياق غياب رؤية واضحة لمفهوم اللغة الأم. بينما تشهد الأمازيغية تطوراً بطيئاً نحو الاعتراف بها بشكل أكثر عدالة، لا تزال الدارجة المغربية تعاني الإقصاء والنكران، وغالباً ما يُصنف متحدثوها بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى الخطأ الشائع بتصنيفهم كمتحدثين باللغة العربية الفصحى كلغة أم. تُثير هذه الفجوة بين اللغات اليومية وتلك التي تُدرس في المدارس مخاوف حول فعالية نظامنا التعليمي وتأثيره على تطور التحصيل العلمي. في واقع…
12 يوليو، 2023
حينما ينهزم المثقف امام الراقصة
بقلم رشيد بوهدوز عندما يكون الفن والرقص أكثر تواصلاً مع الجماهير وإلهاماً للعواطف والتعبير من الفكر والثقافة ويحمل قيم الحرية والتعايش، يظهر الاختلاف في تأثيرهما على المجتمع. هذا ما أدركته أثناء حضوري لمهرجان ثويزا بطنجة، حيث استمعت إلى محاضرة الشاعر السوري أدونيس والمفكر المصري يوسف زيدان، التي كانت تحمل عنوان “في الحاجة لمشروع ثقافي بديل”. ولكنني فوجئت بأنهما يكرران خطاب القومية العربية الإقصائي، الذي تجاوزه التاريخ وسقطت الأنظمة التي كانت تدعمه وتغذيه، والذي أدى إلى نشوب حروب وأزمات وعمليات تطهير عرقي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ونمو خطاب التطرف والإقصاء والزج ببلدان المنطقة في أتون التخلف والرجعية. فعنوان المهرجان كان واضحا ويحمل رسالة عميقة تشير لفشل المشروع الثقافي المستهلك الذي…
7 يونيو، 2023
في عمق معرض الكتاب الدولي: حيث تلتقي الأرواح بين صفحات الورق وشاشات الهواتف.
بقلم رشيد بوهدوز بينما يتقدم العالم في عصر التكنولوجيا الرقمية، نجد أنفسنا في صراع بين الماضي والحاضر، بين سحر الكتب الورقية التقليدية وسهولة الوصول إلى المعرفة عبر الهواتف الذكية التي تحمل آلاف العناوين في جيوبنا. رأيت الصراع الملحمي الذي يحيط بالكتاب، فهو يحاول الحفاظ على هويته وأهميته في عالم تسوده السرعة والتكنولوجيا. ومع ذلك، لم أجد أي أثر لليأس أو الاستسلام في مسيرة الكتاب. بل رأيته يتحدى الزمن ويبذل قصارى جهده لاستمرار العيش في قلوب القرّاء. تفتحت أمامي صفوف لا نهائية من الكتب، كأنها متاهة ساحرة تدعوني للاكتشاف والاستكشاف. بينما كانت الهواتف الذكية في جيوبنا، أحسست بأنني داخل عالم سحري حيث يتجاور القديم والحديث، ويتلاقى الورق بالشاشات اللمسية. اول ما فعلته…
1 يونيو، 2023
بوهدوز يكتب : في إنتظار القطار…
لحظات الانتظار … قد تكون مثيرة ….، ففيها تجتمع المشاعر وتتلاطم الأفكار. هي لحظات يعيشها الجميع على حد سواء، بغض النظر عن من هم أو ما هي وجهتهم. لا يمكن أن ننكر أن انتظار القطار قد يكون تجربة ممتعة ومثيرة تثير الفضول وتشعل الخيال، وجوه المسافرين تدخلنا إلى عالم مليء بالقصص والأحلام. كل واحد منهم يحمل ماضٍ وحاضرًا ومستقبلاً، ترويها ملامحه ونظرة عينيه قصصا تجمع بين الفوز والانكسار، والامل والتعب، عن الانتظار والسعي لتحقيق حلم يراوده او التخلص من كابوس يجثم على صدره، الوجوه كتب مفتوحة وعوالم خفية لا يسبر اغوارها الا من يتقن قرائة الطالع. القطار يجمع الناس المختلفين من جميع الأعمار والثقافات والاجناس، يقل البعض لأبعد المحطات،…
31 مايو، 2022
بوهدوز يكتب : الإيرشام البوكوسي
الإيرشام البوكوسي بقلم: رشيد بوهدوز حينما كنا نناضل من اجل الامازيغية هوية وحضارة ولغة، لم نضع ابدا في حسباننا ان هنالك من تحركهم نزعات جهوية ومصالح ضيقة لمعالجة هذا الملف، جعلنا ايدينا ممدودة لجميع من نشاركهم الهم وألم القمع والتهميش فتناسينا ان ظلم اولي القربى اكثر ايلاما، ان الطعنات التي تتلقاها في ظهرك هي المؤلمة، وان تحارب هويتك ممن من المفترض منهم حمايتها امر يحز في النفس. مَعْيَرَة الأمازيغية يجب ان يحكمها الهاجس الاكاديمي وحده، واللغة المعمارية يجب ان تكون زبدة تتمخض عن مختلف فروع اللغة الأمازيغية في المغرب خاصة وكل شمال افريقيا عامة. حبنا لهويتنا وثقافتنا العريقة جعلنا ويجعلنا ننأى عن الخوض في هاته التفاصيل التافهة لولا اصرار…
12 نوفمبر، 2015
زايو…التغيير…والسكتة القلبية
زايوسيتي: بوهدوز رشيد التغيير شعار رنان ينشده الجميع، فطبيعة الإنسان تسعى دائما نحو التجديد والتغيير نحو الأفضل، فنظرية الإنتقاء الطبيعي أي بقاء الأصلح وتنحي السالب هي الضمان الوحيد لإستمرار أي مجموعة من الكائنات الحية من البكتيريا للإنسان، وجمود هاذا المبدأ يعني بالضرورة فناء النوع. إن الأمة التي لا تستطيع إنجاب أجيال تحمل المشعل للمضي قدما هي أمة عاقرة، وهذا ينطبق على مدينة زايو التي لم تتغير الوجوه السياسية فيها تقريبا لنصف قرن، وهي المدة التي قضاها رئيس المجلس البلدي لزايو كحاكم للمدينة متجاوزا بذلك أعتى الدول الدكتاتورية بالعالم. نحن هنا لسنا بصدد الإنتقاص من حكمة ودهاء السيد ” الطيبي محمد ” وتجربته الواسعة وكذا القاعدة الجماهيرية العريضة التي عجز أعداؤه عن…
19 أغسطس، 2015
رجال العهد القديم يجهضون حلم التغيير بزايو
بقلم : رشيد بوهدوز هبت رياح الربيع الديمقراطي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فطالت المغرب بتبلور حركة شبابية خرجت للشارع تناشد التغيير وتطلب العدالة والمساواة، حصد الحراك بعضا من مطالبه وتغير المزاج العام داخل المجتمع والأحزاب السياسية نحو إعطاء مساحة أكبر للشباب لتسيير الشأن العام. زايو لم تكن بعيدة بدورها عن هاته الدينامية وخصوصا أنها أضحت لعقود مملكة داخل المملكة المغربية فحاكمها لم يتزعزع على كرسية لثلاث عقود فكادت صورته أن تطبع على النقود وترفع في الساحات العمومية والشوارع الرئيسية بالمدينة، قدسه الأميون وأصحاب المصالح والفاسدون والقبليون، صار الآباء يجبرون أبنائهم على تقديم القسم أنهم لن يخونوا الزعيم المفدى والأوحد للمدينة وأن لا يخضعوا لشياطين الإنس المتمردة والعارضة لسياسة الزعيم…