توفي اليوم 10 يوليوز الجاري الفنان العالمي عمر الشريف عن عمر يناهز 83 عاما بعد صراع مع مرض الزهايمر.
وكانت الحالة الصحية لعمر الشريف قد تدهورت مؤخرا عقب مغادرته للمستشفَى بعد تلقي تدخلات طبية عن وعكة حادة طالته عقب اكتشاف إصابته بالزهايمر .. حيث عرفت أيامه الأخيرة فقدان الكثير من التركيز وحضور الضياع.
وولد الشريف عام 1932 بالإسكندريّة، واسمه الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب الذي اختارته له أسرته الكاثوليكية .. وقد بصم الفنان الراحل على عدد كبير من الأعمال المسرحية والتلفزية والسينمائية بلغت به حدود العالميّة والإنتاجات الهوليوديّة.
كان عمر الشريف أحد أشهر الممثلين المصريين بين أبناء جيله، وظهر في عدد من الأعمال العالمية مثل “لورانس العرب” والدكتور جيفاغو.
جذبت وسامة الشريف الكثير من النساء حول العالم. لكنه اعتزل التمثيل ليكون نزيلا دائما في أكبر الملاهي وصالات القمار.
كان والده من تجار الخشب الأثرياء. وكانت والدته سيدة مجتمع، تستضيف أكبر الشخصيات في الدولة، من بينهم الملك فاروق.
ودرس في مدرسة كلية فيكتوريا في الإسكندرية، وأظهر تفوقا دراسيا، خاصة في اللغات. ثم تخرج في جامعة القاهرة بدرجة بكالوريوس في الرياضيات والفيزياء، ثم انضم إلى إدارة أعمال الأسرة.
لكن طموح الشريف الأكبر كان أن يصبح ممثلا، فاتجه إلى دراسة الفنون في الاكاديمية الملكية للدراما في لندن.
كان ظهوره السينمائي الأول عام 1954 في فيلم صراع في الوادي، إذ وقع اختيار المخرج يوسف شاهين عليه ليقوم بدور البطولة أمام الممثلة فاتن حمامة.
وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، ليصبح الشريف بعد ذلك أحد أشهر نجوم جيله من الممثلين، ويقدم حوالي 116 عملا دراميا.
وظهر الشريف في العديد من الأفلام في خمسينيات القرن الماضي، إذ قدم أكثر من عشرين فيلما بين عامي 1954 و1962.
ونشأت علاقة حب قوية بين الشريف وفاتن حمامة، وتزوجا عام 1955 بعد أن غير دينه من المسيحية الكاثوليكية إلى الإسلام حتى يتسنى إتمام الزواج.
وتشارك الشريف وحمامة بطولة خمسة أفلام، هي “صراع في الوادي” عام 1954، و”أيامنا الحلوة” عام 1955، و”لا أنام” عام 1957، و”سيدة القصر” عام 1958، و”نهر الحب” عام 1960.
وانفصل الزوجان عام 1966 بعد قرار الشريف الاستقرار في أوروبا، حتى أتما الطلاق عام 1974. وأنجبا ابنا واحدا، هو طارق.
كما شارك الشريف عدد من كبار ممثلي ومخرجي عصره في العديد من الأعمال، مثل أحمد رمزي، وسعاد حسني، وعبدالحليم حافظ، وأحمد مظهر، ويوسف وهبي.
ومن بين أشهر أفلام الشريف “إشاعة حب”، و”بداية ونهاية”، و”في بيتنا رجل”، و”الأراجوز”، و”أيوب”، و”المواطن مصري”، و”حسن ومرقص”.
كما قام بدور الكاتب جبران خليل جبران في فيلم “الجنة قبل الموت” عام 1998.
وكانت آخر بطولات للشريف في فيلم المسافر عام 2010، وآخر ظهور له كضيف في فيلم “روك القصبة” عام 2013.
وأثناء بحث المخرج ديفيد لين عن فريق لفيلم لورانس العرب، اختار صورة عمر الشريف، ومنحه فرصة لاختبار الأداء.
وكان المشهد الأول للشريف، وهو يجسد شخصية علي في الفيلم، على ظهر حصان يركض من لهيب الصحراء باتجاه الكاميرا. وهو أحد أهم المشاهد في السينما الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأصبح الشريف نجما عالميا بعد فيلم لورانس العرب، إذ حصل الفيلم على سبعة جوائز أوسكار، ورُشح الشريف ونجم الفيلم بيتر أوتولي، لجائزة أفضل ممثل.
ثم قام الشريف ببطولة عمل درامي شديد التركيز، في فيلم الدكتور جيفاغو الذي أخرجه لين عام 1965، وهي قصة درامية روسية للروائي برويس باستيرناك.
وكان ملامح الشريف بعينيه الواسعتين السوداوين وابتسامته إحدى مؤهلاته لأن يصبح رودولف فالنتينو في ستينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي اعتبره غير صحيح. لكنه عرف بجاذبيته لبعض أشهر النساء حول العالم.
وقال: “لا أدري ما تنجذب إليه النساء، لكنني لا أحاول بأي شكل أن أكون جذابا للنساء”.
أدار الشريف ظهره في نهاية المطاف لهوليوود ليتجه لصالات القمار في العواصم الأوروبية، ويصبح أحد أفضل لاعبي “بريدج” في العالم.
بدت حياة الشريف في وقت لاحق وكأنها أحد أفلامه الملحمية في شبابه. خسر معظم أمواله في القمار، واعتزل الروليت بعدما خسر 750 ألف جنيه استرليني في ليلة واحدة، وكان يقيم في غرفة فندقية بالعاصمة الفرنسية باريس.
أصبح سلوكه غريب الأطوار، وأدين بالاعتداء على شرطي في باريس، وفي مناسبة أخرى، على عامل ساحة انتظار السيارات في بيفرلي هيلز.