أفادت صحيفة ”لوموند” الفرنسية، عدد اليوم الأربعاء 31 يوليوز الجاري، بأن تغيير فرنسا موقفها من قضية الصحراء، تم الإعداد له منذ قرابة عام، لكن اتضحت الصورة أكثر خلال الزيارة التي أقدم عليها ستيفان سيجورني إلى الرباط، شهر فبراير الماضي.
وأبرزت مصادر الصحيفة الفرنسية، في نفس السياق أن ”كل ما شهدناه اليوم كان مخططًا له ومراحله منسقة منذ ربيع 2023”، موضحة أن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا ريفيير، كان قد أدلى، 30 أكتوبر 2023، بتصريحات أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مطابقة لتلك التي أدلى بها وزير خارجية بلاده، سيجورنيه، خلال زيارته إلى المغرب.
وزادت مصادر ”لوموند”، أنه مع تراكم وتزايد حدة الخلافات بين باريس والرباط، والتي تجاوزت موضوع الصحراء، أبدى المسؤولون الفرنسيون ندمهم. وفي نونبر 2023، انتقد السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكورتييه، متحدثا لإذاعة مغربية، قرار باريس الذي اتخذته في شتنبر 2021 بالحد من إصدار التأشيرات للمواطنين المغاربة. كما أعرب الدبلوماسيون الفرنسيون، بشكل غير رسمي، عن أسفهم للغطرسة والأخطاء التي سادت تقييم وإدارة ماكرون العلاقة مع المغرب.
كما كشف المنبر أن زيارات أعضاء من الحكومة الفرنسية المتعددة إلى المملكة، حددت الخطوط العريضة لـ ”المصالحة المقبلة”. مضيفا أن الضوء الأخضر الذي أعطته باريس للوكالة الفرنسية للتنمية للعمل في الصحراء، والذي أصبح رسميًا في أبريل من قبل وزارة التجارة الخارجية، جاء موازاة مع عرض الحكومة المغربية والضغوط التي تمارسها دوائر الأعمال الفرنسية.
وأفاد العديد من المسؤولين الفرنسيين بأن السلطات المغربية طلبت منهم الاستثمار بكثافة في الصحراء المغربية، مشيرة في نفس السياق إلى قرار إيمانويل ماكرون، قد حظي بدعم من هم وراء الكواليس، أبرزهم مجموعة من الدبلوماسيين ذوي العلاقات المباشرة مع المغرب، مثل آن غريللو وآن كلير ليجيندر وأوريلين ليشفالييه، الذين لعبوا دورًا بارزا في هذا التحول في الموقف، حسب ذات الصحيفة دائما. بالإضافة إلى السفير كريستوف لوكورتييه، المعروف بقربه من رئيس الدولة والذي نقل العديد من التوصيات إلى الإليزيه لتهدئة العلاقة.
وأوردت ”لوموند”، أن آن غريللو، التي عينت في غشت من سنة 2023، رئيسة لقسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الخارجية، والتي تعرف المملكة جيدًا حيث كانت مستشارة وزيرة في السفارة الفرنسية بالرباط من 2006 إلى 2010. ورافقت ماكرون خلال زيارته الأولى إلى المغرب بعد شهر من انتخابه عام 2017، كانت وراء إقناع الزوجين الرئاسيين بتنظيم حفل الغداء الذي جمع بريجيت ماكرون يوم 19 فبراير في الإليزيه وأخوات الملك محمد السادس الثلاث.
وذكرت الصحيفة أن الفاعلون في هذا التقارب، قادرين على العمل بسهولة أكبر مع توالي الأيام، وفي الوقت نفسه ظلت العلاقة مع الجزائر متقلبة، مما أدى إلى ظهور نوع من الإرهاق داخل أجهزة الدولة.
شعرت باريس بخيبة أمل إلى حد ما، وفق ”لوموند” دائما، بسبب عدم الاستجابة في الجزائر لعروض ماكرون للمصالحة التذكارية، وهي أحد المشاريع الدبلوماسية الكبرى في ولايته الأولى، مبرزة أن الجهود غير الحاسمة التي بذلها الإليزيه، أدت إلى زيادة خطر المخاوف: ”فرنسا ستخسر في كلا الحالتين، مع كل من الجزائر والمغرب، كل بادرة تجاه أحدهما تثير عدم الثقة في الآخر”. لكن اختارت في ظل هذا الوضع أن تصطف إلى جانب المغرب، وهذا القرار مؤشر على مرحلة جديدة من التوتر بين باريس والجزائر، غير أن وقعه لا يزال غير واضح.
وأبرز المنبر أن رسالة الاعتراف بمغربية الصحراء، اطلعت عليها كبريات المجموعات الاقتصادية الفرنسية المتواجدة في المغرب، مثل ” إدف، انجي، سانت كوبان، سافران، وطوطال انرجي).
وأوضحت الصحيفة الفرنسية البارزة أن إيمانويل بون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي ماكرون، استقبل، في الأيام القليلة الماضية، مدراء هذه المجموعات الاقتصادية الكبرى في قصر الإليزيه.
وأوردت لوموند، حسب المعلومات التي حصلت عليها، أن بون قال لذات المدراء إن ”’زيارة إيمانويل ماكرون إلى المغرب لا تزال مطروحة على الطاولة، ومن المحتمل أن تتم بحلول نهاية العام”.
وذكرت الصحيفة، على لسان أحد كبار المدراء التنفيذيين في إحدى الشركات الفرنسية المعنية، أن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ”لا يزال ينتظر دعوة رسمية من الملك محمد السادس في هذا الشأن”، وأن ماكرون كان من المقرر أن يزور المغرب شهر ماي المنصرم، دون الإعلان عن ذلك رسميا، إلا أنها تأجلت ”بسبب السياق السياسي في فرنسا المرتبط بالانتخابات الأوروبية”.
وأوضحت أن رسالة ماكرون إلى الملك محمد السادس، والتي تتضمن دعما فرنسيا لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية، كما كشف ذلك بلاغ للديوان الملكي، يمكن أن تبدد التردد الذي يمنع الرئيس الفرنسي من القدوم إلى المغرب.
The post كشف اسرار و كواليس عودة فرنسا للحضن المغربي؟ appeared first on أريفينو.نت.