رجال العهد القديم يجهضون حلم التغيير بزايو

بقلم : رشيد بوهدوز

هبت رياح الربيع الديمقراطي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فطالت المغرب بتبلور حركة شبابية خرجت للشارع تناشد التغيير وتطلب العدالة والمساواة، حصد الحراك بعضا من مطالبه وتغير المزاج العام داخل المجتمع والأحزاب السياسية نحو إعطاء مساحة أكبر للشباب لتسيير الشأن العام.

زايو لم تكن بعيدة بدورها عن هاته الدينامية وخصوصا أنها أضحت لعقود مملكة داخل المملكة المغربية فحاكمها لم يتزعزع على كرسية لثلاث عقود فكادت صورته أن تطبع على النقود وترفع في الساحات العمومية والشوارع الرئيسية بالمدينة، قدسه الأميون وأصحاب المصالح والفاسدون والقبليون، صار الآباء يجبرون أبنائهم على تقديم القسم أنهم لن يخونوا الزعيم المفدى والأوحد للمدينة وأن لا يخضعوا لشياطين الإنس المتمردة والعارضة لسياسة الزعيم الهمام.

ضاق حواريوه ذرعا بنرجسية الزعيم فقرروا الإستقالة جماعتا والخروج من تحت مظلته في موقف شجاع وكان الأشجع هو البيان الذي صاحب هاته الإستقالة فقد وجهوا رسالة قوية للعهد القديم أنهم طالِبوا عدل ومساواة وأن غياب الديمقراطية الداخلية وثقافة التغيير هي من حركتهم خارج معسكر الزعيم، وأقسمو أغلض الأيمان أنهم سيضحون بالغالي والنفيس في سبيل إسقاط الدكتاتور.
قال الزعيم أنهم إنقلابيون طلاب سلطة فردوا عليه أنهم أصحاب مواقف لا تغويهم الكراسي، وبين القيل والقال قلنا لنترك الزمان ليعري ما في قلوب هذا وذاك.

كان التراكتور وجهة المستقيلين وإستبشرنا خيرا أن يكون هذا الحزب هو البديل المنشود لإسقاط المتحكمين في قلعة المجلس البلدي، رسمنا أحلامنا على الواقع وقلنا لن يكون الأمر كما كان،

قيل لنا : “إنهم تلاميذة الديكتاتور ودماؤه تسري في عروقهم”،

قلنا :” لقد تابو فغسل الله ذنوبهم فصارو كالثوب الأبيض”،

قالو ” من شب على شيء شاب عليه “،

قلنا :” كانو خطائين وخير الخطائين التوابون”.
جائت الإنتخابات البلدية فتحركت جينات العهد القديم في دماء الوافدين على التراكتور فشحذوا سيوفهم وأقسمو أنهم لن يرضوا بغير المقاعد الأمامية، هنا تكسرت الأوهام على صخرة الواقع وذبلت الشعارات الرنانة،

فصاح أحد الشباب : ” إنكم لكاذبون، ولم تكن مصلحة الشعب همكم بل صدق الزعيم أنكم طلاب مناصب لا أصحاب مواقف”، تشبث رفاق الأمس للديكتاتور بالمقاعد وكل واحد يصرخ : ” أنا ومن بعدي الطوفان “، تحدث الحكماء فقالو : ” يا من مازالت دماء المواطنين تلطخ أيديهم وثيابهم، يا رفاق الدكتاتور بالأمس، إن كنتم صادقين فعودو للخلف وأتركو مكانكم لمن يقود الحملة لإقتحام حصن البلدية المنيع، فالشعب إكتوى بناركم حينما كنتم رجالا للدكتاتور ولن يستطيع التمييز بينكم وبينه، أين شعاراتكم ووعودكم؟ قلتم أنكم ثرتم لمصلحة الشعب لا من أجل أنفسكم، فوالله ما تفعلوه الآن يصدق قول الزعيم أنكم لم تجدو مكانا قربه فخفتم أن لا تطالكم نعمته فإنتفضتم، سنمسح أسمائكم من قائمة الأبطال في كتب التاريخ وسنعيدها لسابق عهدها”.
رجال حزب الإستقلال القدماء داخل البام يجهضون حلم التغيير
أيها الشعب هنيئا لك مزيدا من الديكتاتورية في إنتضار أن تستفيق الضمائر وتعي أن حب الشعب والبلد لا يجتمع من حب الكراسي والسلطة.