قالت الوكالة الفرنسية للتنمية إنه يمكن تحفيز التشغيل في المغرب من خلال المهن التقليدية، ضاربة مثالا بإقليم الرحامنة، حيث يعمل العديد من السكان على توفير حاجيات الحياة اليومية في القرى.
وأوردت الوكالة، ضمن تقرير لها، أن الوضع تفاقم بعد الزلزال الذي وقع في شتنبر 2023، ودمر أكثر من 50 ألف منزل، وأدى إلى إفقار السكان المحليين بسبب فقدان البعض منازلهم أو مصادر دخلهم؛ كما كانت لتدمير البنية التحتية الزراعية والطرقية والصحية عواقب على تعليم الشباب.
وتابعت المؤسسة ذاتها بأنه “لإنعاش الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل جديدة، وتشجيع التعليم ودخول الشباب إلى الحياة العملية، قام سكان المنطقة منذ عدة سنوات بالتعبئة للاستفادة من الموارد والثقافة المحلية”.
محتوى اعلاني
واستدل التقرير بإطلاق جمعية مبادرة نساء الرحامنة عدة مشاريع، “تجمع بين المعرفة التقليدية وقضايا التنمية المستدامة لخلق فرص العمل، على سبيل المثال في الزراعة أو الحرف اليدوية؛ وتأمل في نهاية المطاف أن تساهم في ظهور اقتصاد اجتماعي وتضامني في المحافظة”.
وواصلت الوكالة: “من هذه المبادرات إنشاء دفيئة ضخمة في قلب الرحامنة، وهو مشتل لإنتاج النباتات البستانية ونباتات الزينة والغابات، سيزود المدينة والمزارعين في المنطقة بالإنتاج المحلي. كما سيعمل هذا المشروع، الذي تديره مجموعة مصالح اقتصادية، على خلق العديد من فرص العمل للقوى العاملة المحلية. وتعد هذه الحضانة جزءًا من نهج التنمية المستدامة، وتركز دعمها على الأشخاص الأكثر ضعفًا اقتصاديًا”.
واستدلت المؤسسة ذاتها بمشروع آخر، تقوده جمعية مبادرة نساء الرحامنة، يهم تأسيس “بيت الصوف”، مشيرة إلى أنه يعرف إعادة النظر في المعرفة التقليدية، وزادت: “تتيح هذه التعاونية للمقيمين تكوين روابط بين الأجيال، من خلال نقل تقنيات الأجداد إلى الشباب، مع خلق نسيج اقتصادي متين”.
وأوضحت وكالة التنمية الفرنسية أنه في مواجهة الخسائر المادية التي تكبدها المغرب جراء زلزال شتنبر 2023 تم إطلاق العديد من مشاريع إعادة الإعمار، موردة أن المعهد العربي للهندسة المعمارية يدعم مبادرة رشيد بوقرطاشة، مهندس معماري متخصص في البناء باستخدام المواد المحلية، أطلق مشروعًا للتدريب المهني للمتطوعين الشباب، وقام بتعليمهم الأساليب التقليدية، مثل صنع المواد من العناصر الطبيعية.
وحسب المصدر ذاته “لا تهدف المبادرة إلى إعادة بناء القرى المتضررة من الزلزال فحسب، بل أيضًا إلى خلق فرص العمل وتدريب الشباب على الممارسات الحرفية، مع احترام قضايا المناخ الحالية”، مردفا: “تعتبر طرق الأسلاف هذه فعالة وغير مكلفة، وتتطلب فقط مواد بسيطة وصديقة للبيئة؛ وبالتالي فهي تستجيب للتحديات البيئية”.
ويوضح رشيد بوقرطشة أنه بعد تدريبهم “سيعود الشباب إلى قراهم ويشكلون مشاريع صغيرة أو تعاونيات من أجل المساعدة في إعادة الإعمار”.
وشددت الوكالة على أن هذه المشاريع “توضح مدى قدرة المهن التقليدية على توفير الفرص، من خلال تقديم حلول اقتصادية وصديقة للبيئة لمواجهة تحديات عصرنا”.
The post تقرير فرنسي: هذه هي مهن المستقبل في المغرب؟ appeared first on أريفينو.نت.