بوهدوز يكتب : في إنتظار القطار…
لحظات الانتظار … قد تكون مثيرة ….، ففيها تجتمع المشاعر وتتلاطم الأفكار. هي لحظات يعيشها الجميع على حد سواء، بغض النظر عن من هم أو ما هي وجهتهم. لا يمكن أن ننكر أن انتظار القطار قد يكون تجربة ممتعة ومثيرة تثير الفضول وتشعل الخيال، وجوه المسافرين تدخلنا إلى عالم مليء بالقصص والأحلام. كل واحد منهم يحمل ماضٍ وحاضرًا ومستقبلاً، ترويها ملامحه ونظرة عينيه قصصا تجمع بين الفوز والانكسار، والامل والتعب، عن الانتظار والسعي لتحقيق حلم يراوده او التخلص من كابوس يجثم على صدره، الوجوه كتب مفتوحة وعوالم خفية لا يسبر اغوارها الا من يتقن قرائة الطالع.
القطار يجمع الناس المختلفين من جميع الأعمار والثقافات والاجناس، يقل البعض لأبعد المحطات، ويترك الآخرين في أولها، ولكل تذكرة تحدد مدة رحلته ومكانها وزمانها، ومع ذلك فالكل ينسجم في تلك اللحظات الفارغة قبل الانطلاق. يصطفون جنبًا إلى جنب، وعلى الرغم من أنهم قادمون من أماكن مختلفة ويسعون إلى وجهات متباينة، إلا أنهم يشتركون في تجربة الانتظار والترقب.
لم يعد يهمني الانتظار الطويل، بل أصبحت أتطلع إلى القصص المثيرة التي تترائى لي في وجوه المسافرين، فأشاركهم وجهاتهم في رحلات افتراضية لأقفز من قطار لآخر ومن محطة لأخرى، لأعرف معنى الحياة، وأعيش السكون والهدوء في لحظات يستلقي فيها الزمان بين الأنفاس وتتلاشى الضوضاء، وتأتي الأفكار لتسافر بعيدًا. لحظات يمكننا خلالها أن نرسم صورًا في أذهاننا، ونحلق بخيالنا بعيدًا عن الواقع الملموس.
فالحياة عبارة عن قطار يقلنا من محطة إلى أخرى. فكما ننتظر القطار في المحطة، ننتظر أيضًا محطات جديدة في حياتنا. هناك تجارب ومراحل جديدة تنتظرنا، ولكل منها قصة خاصة بها.
قد نعبر ببطء عبر محطات تعلمنا فيها الصبر والمثابرة. وفي أحيان أخرى، قد يتوقف القطار لفترة قصيرة في محطة تحمل لنا أهمية خاصة، تُمنحنا فيها فرصة للتواصل والتعاون مع الآخرين.
وبينما يسارع القطار عبر المحطات، يمكننا رؤية المناظر الجميلة تمر بنا. قد نستمتع بروعة الطبيعة عبر نافذته، أو ربما نعبر عن مدن مليئة بالحياة والثقافة. كل تلك المناظر تعزز شعورنا بأن الحياة هي رحلة جميلة يجب علينا استكشافها والاستمتاع بها.
لذلك، دعونا نستمتع برحلتنا على متن قطار الحياة. لا تخف من المحطات الجديدة والتغييرات، فهي تقدم لنا فرصًا جديدة للنمو والتطور. وفي كل محطة نصل إليها، دعونا نستمتع باللحظة ونستفيد من الدروس التي تقدمها لنا.
في نهاية المطاف، ستنتهي رحلتنا على متن القطار، وعندما ننظر إلى الوراء، سنتذكر اللحظات الجميلة والتحولات التي مررنا بها. فلنجعل رحلتنا مليئة بالمغامرات والذكريات الثمينة، ولنستمتع باللحظات في انتظار القطار وكل ما ستقدمه لنا.
في النهاية، لنكن ممتنين لكل ما خلفناه وراءنا في رحلتنا على متن قطار الحياة. ولنتذكر أن قيمتنا لا تقاس بالممتلكات المادية، بل بالأثر الذي نتركه والذكريات التي نحملها في قلوب الآخرين. فلنحرص على أن يكون لنا أثر إيجابي ومستدام يمتد بعد نزولنا بالمحطة التي تنتظرنا ورحيلنا عن هذا العالم.
#Yebba Bouhaddouz Yebba Rachid